و ظنت أنني نسيتها
و أن الشمس ستغيب خلف أسطري
و نسيت أنني كنت يوما رسول الهوى لشفتيها
و أنني من بعثت فيها كل الحياة
و أخرجتها من أعماق فصول الصمت
***
و أعتقدت أنني توقفت
و رفعت القلم
و تبخرت رعشات شفتي
و نسيت أنني خلقت من جديد
حين قرعت أجراس مدينتها بقصائدي
***
أمنت بأنني من أعاد الزمن للوراء
و أنني أحمل قبعة الساحر فوق رأسي و في داخلها ألاف الأشعار
و ألوح عصاة السحرية
لأقلب الحزن بسمة
تغار منها النجوم و الخمور و الشعراء
***
تركتني أجوب أحيائها
أشرب من نداها
أرسمها فوق جدران كتبي
و بين اروقة قلبي أزرعها ياسمينة
أشربها في الصبح مع قهوتي
و في المساء
أغرقها في كاس نبيذي
و ظنت أنني نسيتها
و نسيت أن الفجر يعرف أنني أكتبها كل يوم حين أعزف تراتيلي
***
ظنت أنني دفنت مع أخر رشفة من كأس الهوى
و نسيت أنني حين تعلمت الحياة
كنت اشربها مثلما أعاقر الوقت و السماء
و أريق فوق تاريخنا كل الأبجديات
***
لن أتوقف الأن
فلازال في عمري ألاف السموات و الأقلام و الأحبار
و لازلت ملك السطور
و أول الفاتحين
و اخر قبائل الهوى و المهاجرين إلى بحر عيناك